عُقد اليوم 20 يناير 2009، منتدى المسؤولين التنفيذيين "العالم خلال عام 2009" في مدينة جميرا دبي حيث استقطب أكثر من 150 شخصية من أهم صناع القرار في قطاعات النفط والغاز والأعمال المصرفية والتمويل والتصنيع والسياحة والسفر والعقارات والاتصالات والطاقة، وتناول موضوع الأزمة الاقتصادية العالمية.
الإمارات العربية المتحدة: الثلاثاء 20 يناير 2009 - 16:29 GMT+4
قدّم المؤتمر دانيال فرانكلين، مدير تحرير مجلة "الإيكونوميست" (Economist) إلى جانب روبين بيو، مدير التحرير وكبير المحللين الإقتصاديين في "وحدة الإيكونوميست لاستقصاء المعلومات"، حيث تمحورت النقاشات حول تحديد واستكشاف الاتجاهات التي ستؤثر على استراتيجية الأعمال خلال العام الجاري.
اشارت التوقعات الى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في العالم (تعادل القوة الشرائية) الى نسبة 2 في المائة في العام 2009 وفقا لآخر التقارير الواردة من الخبراء الاقتصاديين"وحدة الإيكونوميست لاستقصاء المعلومات". وتحدّث خلال المؤتمر البروفيسور نورييل روبيني الذي توقّع حدوث الأزمة الإقتصادية العالمية التي نشهدها حالياً عندما اشار الى الأوضاع العالمية المتوقعة بعد انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش. وقد تضمّن المنتدى طرح مواضيع عديدة، بما فيها "تأثيرات الأزمة المالية على الاقتصاد العالمي" و"التوقعات لهذا العام: الانعكاسات على منطقة الخليج" و"استراتيجية الاستثمار في أعقاب الأزمة العالمية" التي تُعد إحدى أهم الفعاليات التي تميّز بها الحدث.
أشار البروفيسور روبيني الى ان العالم يشهد حالياً أسوأ أزمة مالية منذ حدوث الانتكاسة الإقتصادية الكبرى، حيث يتوقع أن يمرّ الاقتصاد العالمي بأسوأ مراحل الركود في التاريخ خلال العام الجاري. وسيشمل الركود أيضاً الاقتصاديات الواعدة في السوق التي ستشهد انخفاضاً حاداً في النمو ما يشبه هبوط الطائرة الاضطراري. كما يتوقع استمرار انخفاض أسعار النفط والغاز والسلع عن مستوياتها الحالية، مما سيؤدي إلى تأثر الدول المصدِّرة للنفط حول العالم وفي الشرق الأوسط بهذا الانخفاض الحاد. وتوقّع روبيني بأن الاقتصاد العالمي يمكن أن يشهد انتعاشاً ملموساً خلال عام 2010 فقط عبر تحقيق عام مالي ناجح واعتماد سياسة نقدية ومالية موازية في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى، كما أوضح بأن آثار الركود الإقتصادي ستبقى مماثلة خلال ذلك العام بالرغم من تخطي هذا الوضع.
عمد دانيال فرانكلين إلى تقديم "مراجعة الإيكونوميست: العالم خلال عام 2009" كمقدّمة افتتاحيّة للحدث حيث تلاها مواضيع أخرى، بما فيها "الاستراتيجيات والتحديات في دخول الأسواق الواعدة" و"الموهبة والتعليم: الحرب المستمرة". كما تم بحث موضوع "المنافسة في ظل عالم تسوده العولمة: التقنية والابتكار" الذي اشترك بتقديمه كل من نبيل حبايب، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك" (GE) في الشرق الأوسط وإفريقيا، وعدنان السلطان، رئيس مجلس إدارة "الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا" (National Technology Enterprises Company).
وقال فرانكلين، مدير تحرير مجلة "الإيكونوميست": "إن أي شخص يتطلع إلى فترة من الهدوء بعد هذه الاضطرابات التي شهدناها خلال مطلع العام سيخيب أمله. بالنسبة إلى الإقتصاد والأعمال والسياسة، تعِد سنة 2009 بأنها ستكون عام التكيّف مع العالم المتغير، وستعمد بعض الاقتصاديات الغنية بعد ذلك إلى تسميته بفترة الركود مع تداعياتها مثل حالات الإفلاس والتقشف وارتفاع معدلات البطالة. أما بالنسبة إلى العالم المتنامي في الوقت نفسه، فإن معدل النمو سيكون بوتيرة أقل من ذي قبل، لكن ستتمكن العديد من الدول بشكلٍ لافت من المحافظة على وضعها الجيد نسبياً".
ضم الحدث عدد من أبرز الشخصيّات بما فيهم بوبي ساركار، نائب رئيس قسم أبحاث الأسهم في شركة "المال كابيتال" (Al Mal Capital) وعبد القادر حسين، الرئيس التنفيذي لشركة "مشرق كابيتال" (Mashreq Capital)، أمير عبدالله، المدير المالي ومدير الشعبة القانونية والمالية في "برنامج الأغذية العالمي" (World Food Programme) وأحمد الخطيب، المدير والرئيس التنفيذي لشركة "جدوى للاستثمار"؛ وسيمون ويليامز، كبير الاقتصاديين في أسواق الخليج من "أتش.أس.بي.سي" الشرق الاوسط ؛ وهاينز دوليرغ، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "أليانز" (Allianz) في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وهيفا الكيلاني، مؤسس ورئيس مجلس إدارة المنتدى العربي الدولي للمرأة، وغيرهم.