طاقتها الصوتية كانت تأشيرة عبورها لقلوب التونسيين و"على الله" شكلت أغنية الحظ وبوابة نجاحها وشهرتها.
إيمان الشريف فنانة شابة وذكية بدأت تشق مسيرتها الفنية بكل ثبات وقد دافعت خلال هذا الحوار عن نفسها ضد المشككين بنجاحها، رافضة أن تكون الصدفة وحدها التي صنعتها، كما بينت موقفها من أمينة فاخت ومن الجدل القائم بسبب"على الله" وعلاقتها بميدان التمثيل وبكلوديا كاردينالي.
أول دخول فعلي للاحتراف كان عن طريق اعتلائك لمهرجان الموسيقى واحرازك المرتبة الثانية؟
فعلا مهرجان الموسيقى أحدث في داخلي نقلة نوعية من حالة إلى حالة ومن إحباط إلى أمل، وقد توجت بالجائزة الثانية بأغنية "لايمة" كلمات سمير شعير، وألحان الجليدي العويني، هذا التتويج أعاد لنفسي الثقة.
لماذا لو توضحين أكثر؟
لأني قمت منذ سنوات بانجاز البوم غنائي كامل في تركيا، ولم ير النور، يضم أغاني تونسية وشرقية وتركية جميلة جدا قام بتوزيعها الملحن عصام الشرايطي، لكن مع الأسف حدثت مشاكل مع منتج العمل بعد خلافاتي معه بخصوص العقد وبقي الألبوم على الرف.
ألا تفكرين الآن في إعادة إطلاقه؟
لا لأني أؤمن بالقضاء والقدر وما لا يعرفه عني الكثيرون هو أني أعمل في الخفاء ومن دون إحداث أي ضجة إعلامية، وقد شكك كثيرون في إمكانيتي خاصة بعد حصولي على الجائزة الثانية في مهرجان الموسيقى لكن مواصلة تألقي لا سيما اثر إطلاقي لألبومي الأول الذي كان بمثابة الحجة الدامغة والرد على المشككين.
ماذا كان شعورك حين تم الإعلان عن إلغاء دورة مهرجان الموسيقى خلال هذه السنة؟
آلمني الأمر كثيرا وحز في نفسي لأن المهرجان فرصة لبروز المواهب الشابة ومثلما كان فرصة لبروزي أكيد سيكون فرصة لبروز فنانين آخرين أرجو أن تكون عودته في حلة جديدة وبأكثر قوة. وماهو موقفك من سنية مبارك مديرة المهرجان في دورته السابقة؟
سنية فنانة محترمة وقد أعطت للمهرجان روحا شبابية جديدة، وأنا فخورة جدا بمشاركتي خلال فترة ادراتها. ألا تعتقدين أن نجاحك في مهرجان الموسيقى وتواصله فتح الأبواب للمواهب الشابة التي كانت تشكك في قدرة المهرجان على صناعة النجوم؟
فعلا بعد تتويجي بالجائزة الثانية قررت بشكل فوري أن أنجز ألبومي الأول رغم أن الكثير من الأصدقاء استغربوا إقدامي على هذه التجربة، وأنا لا املك حتى أي أغنية، وكان ردي دائما "خليها على الله" فمن باب الصدف أن الأغنية التي ضمها الألبوم "على الله" كانت أغنية الحظ والشهرة بالنسبة إلي، كما ضمنت الألبوم أغنية "لايمة" المحرزة المتوجة في مهرجان الموسيقى إيمانا مني بألا تظل الأغنية مركونة على الرفوف إذا الصدفة والحظ لم يلعبا دورهما في نجاحك؟
الموهبة والعمل والمثابرة وقليل من الحظ. نأتي الآن للحديث عن ألبومك أو ألبوم الحظ"غريبة يامة" الألبوم طغى عليه اللون البدوي التراثي على غرار "على الله" غريبة يامة" بلحسن ياشاذلي"لماذا هذا الاختيار؟
أردت أن يكون ألبومي تونسيا وتراثيا مائة بالمائة وهو تأكيد مني على أن تكون انطلاقاتي طربية وموجهة للتونسيين .
وأغنية "على الله" التي غنتها سابقا أمينة فاخت ألا يزعجك أن تقارني بأمينة؟
بالعكس هذا شيء يسعدني ويشرفني ويحملني مسؤولية كبرى فأمينة غنت "على الله" باحساس مرهف وجميل وهذا الأمر حملني مسؤولية أكبر، لأن الجمهور أحب الأغنية بصوت أمينة بالتالي كان إمتحاناً صعباً أن يسمعها الجمهور الأغنية بصوت اخر شاب والحمد لله وفقت في الامتحان وأحب التونسيون الأغنية بصوتي . إيمان بصراحة لماذا اخترت إعادة توزيع وغناء "على الله"؟
أولا الأغنية اقترحتها علي الشركة المالكة لحقوق الأغنية "أفريكا كاسات" واتصلت أمامي بصاحب الأغنية الأصلي بلقاسم بوقنة وغنيتها لأني أحسست بصدق كلماتها حين غناها بوقنة وغنتها أمينة فأردت أن أعطيها من روحي
وهل كنت تتوقعين لها هذا النجاح الكبير؟
لا كنت أتوقع نجاح الألبوم لكن ليس تحديدا أغنية "على الله" والدليل هو ان الألبوم لا يحمل عنوان الاغنية بل أغنية "غريبة يامة"
ألم تخشي ردة فعل أمينة فاخت؟
لا أمينة فنانة حساسة والفن ليس حلبة مصارعة ونحن لسنا في حالة حرب بل هو إحساس ينتقل من شخص لآخر وكل شخص له بصمته الفنية ثم أني لم أقلد أمينة أوغيرها فلي شخصيتي وإحساسي الفني
لكن امينة سارعت بإعادة تسجيل "على الله" في ألبوم وتم إصدارها في السوق التونسية بامضاء شركة انتاج أخرى الم يزعجك هذا الأمر؟
أسعدني كثيرا الأمر وصراحة لم أكن أتصور أن يقارنني الناس بأمينة التي أكن لها كل الحب والاحترام، ومن زمان كنت أتمنى أن أجلس مع أمينة، وأحادثها ومن باب الصدف أني التقيت بها ذات مرة في أحد استوديوهات التسجيل وسمعت صوتي وأعجبها كثيراً، كما لا يزعجني بتاتًا أن اغني مع أمينة "على الله" أو غيرها من الأغاني دويتو فاعتقادي أن الفن منافسة لكنها منافسة شريفة. بعد نجاح ألبومك الأول ألا تعتقدين أن مسؤوليتك صارت مضاعفة في الحفاظ على هذا النجاح في أعمالك القادمة؟
كل نجاح حسب اعتقادي يحمل صاحبه مسؤولية جسيمة لكن حين يحافظ الفنان على الوتيرة نفسها من العمل والبحث عن الكلمة واللحن الجميل والهادف أكيد النجاح سيتواصل وإنشاء الله اكون دائما عند حسن ظن من يسمعني ويحبني وحتى من لايحبني. وماذا عن كليب"على الله"الذي تم تصويره في الصين لكنه لم يبث في أي قناة تلفزية؟
الكليب سيرى النور قريبا ولم أرد إخراجه للعموم لحين خروج ألبومي الثاني سافرت فعلا للصين وصورت جزء من الكليب هناك لكني لم أكن مقتنعة تماما بالعمل وأردت أن أصور أجزاء منه في تونس لان الأغنية تراثية ولابد أن تصور في مكانها الطبيعي. وكيف تمت دعوتك للصين؟
كان ذلك في إطار حفل شاركني فيه ثلة من الفنانين التونسيين حسن الدهماني وألفة بن رمضان بدعوة من سفير تونس في الصين، وكانت حفلة ناجحة وتفاعل معها حتى الصينيون وكل الحضور من سفراء البلدان هناك وتم تصوير الكليب بحضورهم. بعد نجاح "على الله"قلت أنك فتحت الباب للفنانين للنبش في التراث الفني التونسي ألا تخشين المنافسة؟
مادام المنافسون من تونس فلا خوف، وهذا أمر يسعدني فيكفينا من ضغط الأغاني الشرقية القادمة من مصر ولبنان ولنهتم أكثر بأغانينا التونسية الجميلة التي تشكل ثروة فنية وجب اكتشافها. بعد ألبومك ماذا جديدك؟
كما قلت لك بعد نجاح ألبومي أريد التريث لانتقاء الأغاني بكل تأنٍّ وحرفية كما أني بصدد التحضير لقصيد "أيها الحب" بمناسبة مئوية الشاعر القدير أبو القاسم الشابي وهذا شرف لي أن أغنيه وهي بادرة فردية مني لتكريم عملاق من عمالقة الأدب في تونس والعالم العربي. ألا تفكرين في الغناء بلهجة غير تونسية؟
لست ضد الغناء بأي لغة ولعلمك فقد غنيت باللغة الايطالية والتركية والاسبانية لكني في النهاية فنانة تونسية وأفخر بذلك. إلى جانب الغناء خضت تجربة التمثيل ماذا عن تفاصيلها ؟
قمت بدور البطولة في فيلم"شهرزاد" للمخرج التونسي معز كمون إلى جانب الممثل ظافر العابدين وكان دوري طريفا للغاية كما كانت لي مشاركة في شريط"الخيط" لمهدي بن عطية وقد أسعدني وشرفني أن أكون جنبا لجنب في الشريط مع الفنانة الرائعة كلوديا كاردينالي وجسدت فيه فنانة أغني باللهجة الايطالية. بعد نجاح ألبومك تحدث الكثيرون عن إصابتك بالغرور؟ورفع قيمة أجرك أكثر حتى من فنانين معروفين؟
أبدا أنا لا أتعالى على أي أحد وفي مايتعلق بالأجر الذي أطالب به فذلك يعود لمكانتي الفنية وللمصاريف التي أتكبدها لإنتاج أعمال جديدة، أنا لا أشتغل بشكل يومي وأعمد لانتقاء الأماكن التي أغني فيها وهذا من حقي ومن مصلحتي حتى احمي فني وسمعتي الفنية، والأموال التي أتقاضاها لا أخزنها بل أصرفها في أعمال فنية جديدة فالفن عندي ليس جمع الأموال بل لغاية تعميق الاحتراف . وهل تمانعين في الغناء بدون اجر أو "كاشي"؟
غنيت ببلاش في عدة مناسبات ولازلت وقد تمت دعوتي منذ أيام للغناء في مهرجان منزل تميم"لموسيقى الهواة"ولم أطلب أي ثمن أو أجر وهذا المهرجان وغيره ساهم في بروز العديد من المواهب التونسية الشابة لا أحمل عدّادا في قلبي ولا أتعامل مع الناس بمنطق المادة والفلوس كما ألبي دائما دعوة المنوعات التلفزية في قناتي تونس 7 وحنبعل بكل ترحاب ودون أي شروط، فإذا لم أدعم أنا وغيري من الفنانين التونسيين المنوعات التلفزيونية هل نترك المجال للبنانيين والمصريين لتدعيمها؟؟؟
أنا ضد من يقول إن الأغنية والكلمة التونسية غير ناجحة ولا تحقق الشهرة والدليل ما أقدمه أنا وغيري من الفنانين الغيورين على الفن التونسي